اخبار العرب 24 - كندا: وجّه عامل رعاية شخصية "ممرض" 11 لكمة إلى وجه مريض عجوز, غير قادر على الحركة وعديم اللفظ, ولم يُكشف امره الا بعد انتشار شريط فيديو له, يُثبت فعلته. وتقول التفاصيل انه بعد تزايد حيرة الأسرة إزاء عدد الإصابات غير المبررة التي اصابة جورج كرم ( 89 عاما ) منذ انتقاله إلى مقر العناية قبل عامين, فقرر حفيده دانييل نصرالله وهو محامي تثبيت كاميرا عالية الجودة في غرفة جده، لمحاولة معرفة ما يجري. ولكن عندما اتطلع على اللقطات التي رصدتها الكاميرا ، شعر بالصدمة لرؤية جده يتعرض للضرب .
وتم القبض على شياو، وهو عامل دعم شخصي في دار رعاية في أوتاوا بكندا، واتهم بالاعتداء, بعد ان دخل الى غرفة السيد كرم يوم 8 ايار لتغيير حفاضاته, ولكن المريض الذي يشار الى انه ليس بوعيه حاول منعه مرتين, ما استدعى ان يضربه 11 لكمة ليرغمه على تغيير الحفاض .. وبعد مراجعة اللقطات، قال السيد نصر الله: "لدينا اثبات من عدسة الكاميرا عليه وهو على علم بان هناك كاميرا في الغرفة ، وحتى ذلك لم يردعه من ارتكاب فعلته. بالنسبة لي، هذا يجنن العقل".
وقال حفيد كرم انه وبعد ان شاهد الفيديو عبرا الانترنت عند الساعة العاشرة ليلا من منزله وذلك في ليلة الاعتداء على جده لم يعد يقوى على الوقوف وشعر بالم شديد في عظام رجليه و ثم تمالك نفسه و انطلق بسيارته برفقة شقيقيه متوجها الى دار المسنين قبل ان يتبادل العامل ورديته ويسلم عمله الى عامل ليلي آخر عند الحادية عشر .. وقال اول ما فعلته هو اني اتصلت بعمي باعتباره المسؤول الاول قانونا عن جدي , ثم اتصلت بالنجدة 911 لتلحق بي الى الدار وتقبض على الموظف الذي عذب جدي . وتابع ان الشرطة وصلت قبله الى غرفة جده وتعاملة مع الواقعة فورا وبكل جدية اهتمام خاصة بعد ان اتطلعت على محتوى الفيديو ومن ثم تم توقيف المعتدي واقتياده للتحقيق . كما تم نقل جده الى مستشفى للمعاينة الطبية ولرفع تقريراً طبياً .
وقال مسؤول في الشرطة ان ما رصدته كاميرا المراقبة مقلق للغاية . واضاف ان نتائج معاينة كرم جاءت مطمئنة وليس هناك جروحا تهدد حياته والحمدلله وحاليا اعيد الى الدار.
وقالت رئيسة الخدمات الاجتماعية في المنطقة جانيس بوريل انها وجهت رسالة الى عمدة اوتاوا واعضاء البلديات وشرحت فيها تفاصيل الواقعة معتبرة ما حدث مقلق للغاية وابلغتهم ان التحقيقات جارية . وقالت انه من المؤلم ان يتعرض ابناء المنطقة لى مثل هذه الانتهاكات وتابعت قائلة " ان تصرف العامل المذكور يتنافى مع مهمتنا والتزامنا تجاه ابناء المنطقة وان المؤسسة الطبية لن تتسامح ولن تبرر ولن تغض النظر عن اي نوع من الاعتداء ضد سكان المنطقة . العامل تم ايقافه عن العمل من اللحظة التي قام اهالي المجني عليه بالاتصال بالشرطة , كما تم ابعاده من العاصمة اوتاوا . واضافت عمدة اوتاوا بوريل انها دعت العوائل في المنطقة خاصة اللذين لديهم احباء في دور المسنين ان يثقوا بالقانون الجنائي وفي حال كان لديهم اي سؤال بخصوص القانون الجنائي ان يتقدموا و يحصلوا على اجوبة واضحة كما اكدت ان المدينة استلمت اشعارا من مكتب محاماة يثبت ان اهل المثسن كرم " المعتدى عليه " تقدموا بدعوة قضائية ضد العامل . واضافت بوريل انها تؤكد ان العاملين حاليا في وزارة الصحة تراجع سجل العاملين في الدار كما تراجع ملف المقيمين بعد تقديم شكاوي لا صلة لها بالجاني .
وقال نصرالله حفيد المقيم جورج كرم " ان الغريب والمقلق في الامر ان العامل الذي عذب جدي مُتخصص في علاج مرضى الخرف !! والمفروض ان يعتني ويشعر مع رجل لا يقوى على الحركة ولا الكلام ولكنه امعن في تعذيب مسناً جسديا و لفظيا دون رحمة رغم ضعف جسده وقلة حيلته .. مُسن لا يستطيع الدفاع عن نفسه او الشكوى لاهله وليس ملما باللغة الانكليزية !! " واضاف نصرالله انها ليست المرة الاولى التي يتعرض لها جده الى الاهمال , وذكر ان العائلة تقدمت بشكوى الى الشرطة في السابق ضد ممرضة كانت تعتني بجده حيث وقعت على امر يخص جده يقول " لا تساعد هذا المقيم في حال تعرض الى ضيق تنفس او وفاة ظاهرة " دون علم احد من العائلة فقد تصرفت الممرضة خلافا لرغبة العائلة التي قدمت توكيل قانوني في بهذا الخصوص لمكتب ادارة الدار قبل هذه الواقعة !! واضاف ان العائلة اكتشفت ذلك بالصدفة في 17 تموز 2016 بعد ان اتصلت به ادارة الدار هاتفيا تبلغه بتعرض جده جورج كرم للسقوط ارضا من على سريره . ومن وقتها وحالته في تدهور . واضاف الحفيد انه وبعد اكتشاف التزوير وبعد ان علم من خلال التقرير الطبي للحادثة ان جده اصيب بجروح في راسه وان سقوطه من على سريره غير صحيح تقدمت ادارة الدار باعتذار للعائلة قائلة ان التقرير كان " غلطة". وتابع نصرالله بغضب ظاهر قائلا " يعني لو مات جدي فهذا لان الممرضة وقعت عقوبة الاعدام عليه دون رغبته ودون معرفتنا بالامر !!! " واضاف ان العائلة اكتشفت اتفاقية وقعت بين ادارة الدار والطبيب المعاين بخصوص جده حتى قبل ان يدخل جده الدار !!!! وان هناك حادثة حصلت ورصدتها كاميرا المراقبة وذلك قبل وبعد واقعة الضرب الاخيرة , يظهر فيها شخصا مقيم في الدار وقد دخل غرفة جده يفتش متعلقاته , كما رصدت الكاميرا موظف صحة مُساعد آخر يُعنف جده .. وقد كان صوته مسموعا في التسجيل وهو ينادي الجد كرم باسمه الاول وبصوت عالي ـ " مستر جورج " و بــ " مُعلمي " اثناء تغيير حفاضته والباب مشرع على مصراعيه وهو يردد بالعربية " ان شاء الله .. ان شاء الله " ثم قام بضرب مسند السرير بشكل متكرر وبغضب واضح . ونفس العامل وبعد حادثة الضرب والقبض على الجاني شياو رصدت الكاميرا الشخص نفسه وهو يقف الى جانب سرير كرم يردد نفس العبارة " ان شاء الله " ثم خرج من الغرفة وهو يرقص ويردد نفس العبارة " ان شاء الله انشاء الله " وعندما تقدمت العائلة بشكوى قيل لها لاحقا ان العامل تم فصله لمدة شهرين وان الادارة اسندت اليه مهمة الاعتناء بمقيمين في طابق آخر بعد تقديمهم شكوى بحقه .
يذكر ان العامل شياو اظهرته كاميرا المراقبة في لقطات اخرى في غرفة مسن آخر مقيم في الدار ويعاني من امراض الشيخوخة وهو يقلد صوت خنزير صغير في نفس اليوم الذي قام به بالاعتداء على المسن جورج كرم وقال حفيد كرم ان الكاميرا ايضا رصدت شياو وهو يتعامل مع جده بعنف اثناء مساعدته على تغيير وضعه على السرير تفاديا لتفاقم تعرضه لالام الجلوس لفترة طويلة حيث قام شياو برمي منشفة كان قد استعملها للتو في تنظيف منطقة الاعضاء التاسلية لجده كرم رماها قرب جده على السرير .
وقال نصرالله ان العائلة قررت تركيز كاميرا في غرفة جده في شهر فبراير 2017 بعد ان تعرض جده الى قطع في الرقبة لتكتشف ان عامل صحي مُساعد جرح عنق الجد اثناء محاولته حلق ذقنه بشفرة تستعمل مرة واحدة فقط وترمى بالمهملات رغم ان العائلة وفرت للجد ماكينة حلاقة كهربائية مخصوص لهذا الغرض لمنع الاصابة اثناء الحلاقة . وتابع نصرالله انه ومن يومها شعرت العائلة ان هناك شيء ما غير طبيعي يجري وانه وعلى مدار سبعة اشهر قبل تركيز الكاميرا في غرفة جده وقعت احداث كثيرة وغير متوقعة حين لاحظنا وجود كدمات وجروح غير مبررة وكانت الادارة تحاول اقناعنا انها ناجمة عن وقوعه من على سريره وعندما لاحظنا كدمة في جبينه قالوا لنا انه ضرب راسه بحافة السرير بالخطاء ! ولكن داخلينا لم نقتنع بهذه المبررات . من هنا جاءت فكرة تركيز كاميرا مراقبة بهدف رصد الرعاية وتامين الحماية و الردع . ادارة دار العناية للمسنين كانت على علم بوجود الكاميرات كما ركزت بموافقتها الكاملة وتشجيعها .
وقالت رئيسة مركز الخدمات الاجتماعية في اوتاوا بوريل ان كاميرا المراقبة ركزت في غرفتين بالدار وان اسر المقيمين في دار لديهم الحرية الكاملة في تركيز كاميرات . وان من يرفض تركيز كاميرات في غرفة قريبه فذلك يعود الى اسباب شخصية .
وقال نصرالله ان جده هاجر الى كندا هربا من الحرب التي اشتعلت في لبنان عام 1982 وان جده جورج كرم كان جنديا في الجيش اللبناني ثم عمل في سلك الدرك . واضاف " جدي كان قوي كالحديد لا يخاف شيءً " واضاف " جدي جورج كرم حاليا ارمل حيث توفيت زوجته عام 1993 بعد اصابتها بتلوث في الدم . وقال " نحن الان بصدد نقله من مركز " غاري جاي آرمسترونغ " لاننا نخاف من الاعظم في حال تركناه لحظة .. جدي في الاسابيع الماضية كان يرجونا ان نحميه ان لا نتركه وحيدا عند كل زيارة هذا ما دفعنا للشعور بان هناك شيء ما غير طبيعي ويجب معرفته والكاميرات اثبتت مخاوفنا . واضاف " ترددنا كثيرا في نقله لمركز آخر خوفا من تغيير المناخ والروتين الذي اعتاد عليه ولان العاملين يعرفون حالته وتعود عليهم , كنا نؤمن بان التغيير سيؤذيه نفسيا وصحيا بالاضافة الى نصائح الطبيب وادارة المركز بان بقائه في المركز لصالحه". وقالت عائلة كرم ان لديها مخاوف وتساؤلات عما إذا كان سكان آخرون قد وقعوا ضحية اعتداء هذا العامل او غيره في المركز والمراكز الاخرى في كندا خاصة من لا اهل لهم ومن لا صوت لهم ولا امكانيات عندهم ليرصدوا ما يجري . بالنسبة لنا نحن مصرون اكثر من قبل على التغيير وايقاف ما يجري داخل هذه الغرف . النظام فيه خلل ويجب تعديله وتقويم اعوجاجه ..
وقال نصرالله : ان الشخص المصاب بالزهايمر يعود الى مرحلة الطفولة , انها بمثابة حرب دائرة وخيارك بان تحارب او ان تطير .. وجدي كرم لا يستطيع الطيران ولا الهروب من وضعه لانه مقعد لا حولة ولا قوة له , يداه مكبلتان ,مرمي اذا صح القول .. لم يلقى العناية العادلة والمطلوبة . ما حدث له هو التعذيب بعينه لقد عوقب دون ذنب وعومل بطريقة وحشية ومرفوضة انسانيا واجتماعيا " .
يُذكر ان هناك 7,500 شخص في العاصمة الكندية اوتاوا وضواحيها مقيمون في مراكز العناية للمدى الطويل وان 3,500 على قائمة الانتظار وان اكثر من 700 مُسن يتلقون الخدمات في بيوتهم . وتقول التقارير الامنية لعام 2016 ان هناك 26 شكوى ضد خدمات مركز غاري جاي آرمسترونغ معظمها ضد خدمة المقيمين وخدمة النظافة وخدمة التغذية وتلبية الحاجة فورا عند الاستدعاء وشكوى بخصوص الاعتداء اللفظي .
وتقول عمدة اوتاوا ان وزارة الصحة وبشكل معتاد تقوم بشن حملات تفتيش ومراقبة على مراكز العناية للمدى الطويل وان مراجعين مستقلين يقومون بتقييم المراكز كل اربع سنوات للتاكد من ان المراكز جميعها مطابقة للمواصفات المطلوبة . مشيرة الى ان المركز الذي وقعت فيه حادثة الاعتداء على اللبناني جورج كرم حصل على معدل 95% رضى واستحسان من قبل سكان المنطقة كمكان صالح للعيش عام 2016 واضافت ان على العاملين في المراكز الصحية عليهم اثبات حصولهم على شهادات رسمية في مجال اختصاصهم بالاضافة الى تقديم سجل عدلي صالح مع شهادة توجيه وارشاد بما في ذلك من شهادة تدريب الازمي سنوي بما يخص التدريب على الوقاية من اساءة المعاملة قبل ان يتم توظيفهم . وقالت ان الموظفين يتلقون تدريبات متواصلة على سياسة الابتعاد عن العنف والاعتداء وستنتهي التدريبات في شهر ايلول / سبتمبر 2017.