اخبار العرب 24 - كندا: خرج يبحث عن رزقه و رزق عياله، كالمعتاد مشى بجوار الحائط تقريبا ملتصقا به، دائما يمشي بجوار الحائط، دائما يشعر أنه في خطر، يشعر كما لو كانت هناك قوى كبيرة غامضة تتربص به رغم أنه لم يضر أحدآ، كل ما يبغيه وجبة تسد رمقه و رمق أسرته، و لأنه يشعر دائما أنه ضحية تجد حركاته متوجسة و يكثر من التلفت حوله، شاربه متهدل، عيناه جاحظتان، ينعكس فيهما الخوف من المجهول،
يشعر بالضآلة بالمقارنة بما حوله، لا شأن له بما يحدث حوله في العالم، كل ما يطمح إليه أن يعيش دون أن يضايقه أحد، و أن يجد القوت لنفسه و لأسرته.
لا أحد يدري إذا كان هو نفسه يدرك مدى بؤس حياته أم أنه من كثرة تعايشه مع أحاسيس الخوف و الحاجة أصبحت هذه الأحاسيس عادة بالنسبة له، صارت هي حياته.
أثناء سيره رأى قطعة لحم معروضة، رائحتها شهية، مضت مدة طويلة لم يذق هو و أسرته اللحم، خلال الفترة السابقة كان كل قوتهم كسرات الخبز و أحيانا قطعة من الجـُـبن القديم، هل يمكنه أن يعود لأسرته بقطعة اللحم المعروضة، اقترب منها، ما أن لمسها حتى شعر بألم فظيع و فرقعة هائلة أعقبها ظلام أبدي.
عندما لم يعد وليفها، اضطرت أنثى الفأر أن تخرج بنفسها لتبحث لأولادها عن طعام، لم تنس أن تسير هي الأخرى بجوار الحائط.
@ @ @ @ @
2ـ الشيخ برهان و الدب عنتر (قصة قديمة جديدة)
الشيخ برهان شيخ الطريقة، رجل طيب جميل حكيم يشع من وجهه النور، ابتسامته ساحرة تبعث الراحة في نفس من يتعامل معه أو يراه، الشيخ برهان له أتباع و مريدون كثيرون، و هو يحظي بحب و احترام الجميع حتى من غير مريديه.
الغريب أن أتباع و مريدي الشيخ لم يقتصروا على الآدميين، فهناك دُب اسمه عنتر أصبح من مريدي الشيخ، و عنتر نفسه منظره مهيب و لكن تفكيره يبقى تفكير دُب، كانت حماسة عنتر للشيخ برهان لا حدود لها، يتبعه في كل مكان، ينظر إليه في إعجاب و إكبار، أحيانا كثيرة يحمل عنه كتاب الحكمة الضخم المليء بالتوجيهات و المواعظ و أسرار الحياة، ترى هل كان الشيخ متبرما من صحبة الدب الدائمة ؟ لكن لأدبه و رقته رفض أن يكسر بخاطره و أن يطلب منه الاحتفاظ بمسافة معينة بينهما!! الغريب أن الدب تعلم الكلام و القراءة، و لكن لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كان يفهم ما يقرأ أم لا، اعتبر كثير من أتباع و مريدي الشيخ أن مقدرة عنتر على الكلام و القراءة هي كرامة من كرامات الشيخ و إن كان البعض الآخر اعتبرها ظاهرة غير مناسبة حيث من الطبيعي أن يعيش الدب في الخلاء بعيدا عن الناس و ألا يأتي بتصرفات مفروض أنها قاصرة على الآدميين. أغلب الناس أيضا لاحظوا أن عنتر قد بدأ يضيق و يتذمر من مريدي الشيخ برهان الآخرين بالذات عندما يوجهوا سؤالا للشيخ أو يناقشونه في أمر من الأمور.
@ @ @ @ @
في يوم مشمس جميل سار الشيخ برهان في الغابة القريبة يتأمل الطبيعة و يستمتع بها بينما عنتر يسير خلفه حاملا كتاب الحكمة الضخم و قد تعلق بصره بشيخه و في عينيه نظرات متيمة بالحب و الإكبار، بعد فترة استلقى الشيخ تحت ظل شجرة و راح في نوم عميق بينما عنتر يقرأ في كتاب الحكمة و من وقت لآخر ينظر إلى شيخه بإعجاب ووله.
حـَـوْل وجه الشيخ المضيء الذي تحيط به ذقن بيضاء مهيبة حامت فراشة كبيرة ملونة جذبها إلى الشيخ جمال و بهاء طلعته، و كأنها أرادت أن تستبدل الأزهار التي تحط عليها عادة بوجه الشيخ الجميل فحطت على جبهته، منظر الفراشة الكبيرة الملونة على جبهة الشيخ رائع و منسجم مع جمال الطبيعة المحيطة بهما و يوحي بالسلام و السكينة، و لكن الواضح أن الدب عنتر كان له رأي آخر فعندما وقع نظره على الفراشة واقفة على جبهة الشيخ غضب و اعتبر أن هذا تطاول منها على شيخه، أغلق عنتر كتاب الحكمة بهدوء ثم رفعه و هوى به بكل قوته على الفراشة. برشاقة و خفة طارت الفراشة قبل أن تصيبها ضربة الدب عنتر، أثناء طيرانها أخذت تتساءل عن سبب تصرف الدُب هذا و تطلب من الله الرحمة للشيخ برهان.
@ @ @ @ @
3ـ مستعمرة النمل (قصة أخرى قديمة جديدة)
زعموا أن مستعمرة من النمل كانت تقع على مشارف إحدى الغابات، كعادتهم كان النمل دءوبا و دائم العمل، إخلاص النمل في عمله كان مضرب الأمثال، يبحث عما يمكن أكله، يأكل جزأ منه و يحتفظ بالباقي كي يأكله في فصل الشتاء عندما يشتد البرد و تنعدم مصادر الغذاء، غير أن الإخلاص و التفاني في العمل لم يشمل جميع أفراد المستعمرة، فقد كان هناك جماعة منهم يطلق عليهم "الفهالوة" دأبت على اللعب و اللهو و الراحة و لم تضع في اعتبارها المستقبل و لا ماذا ستأكل عندما يحل الشتاء، و رغم أن باقي النمل قد نصحوهم بتخزين القوت لوقت الحاجة، إلا أنهم استمروا يمارسون الحياة السهلة و لم ينصتوا لصوت العقل.
و بالفعل حل الشتاء، و ندر الطعام، و لم يجد العابثون ما يقتاتون به، بينما باقي النمل يقتاتون من مخزون الطعام الذي تعبوا في جمعِه، مات أغلب الفهالوة بينما عانى من نجى منهم معاناة شديدة.
انتهى الشتاء و حل الربيع و تبعه الصيف، الغريب أن من نجى من الفهالوة لم يغيروا طريقة حياتهم، كرروا ما فعلوه في السنة الماضية، نفس اللعب و اللهو و الاسترخاء، تعجب باقي النمل من سلوك هؤلاء العابثين، تساءل البعض " ألم يتعلموا درسا من الشتاء الماضي؟ "، و الواقع أن الفهالوة قد تعلموا فعلا درسا مما حدث لهم الشتاء الماضي، فعندما حل الشتاء مرة أخرى توجهوا إلى باقي النمل من العاملين الجادين و طلبوا منهم بجرأة و تبجح أن يشاركوهم في قوتهم، عندما رفض النمل المشاركة حيث ليس لديهم فائض، تــَـوَجَه الفهالوة إلى الغراب الذي يقيم بجوار مستعمرة النمل و الذي اتخذوه حليفا، أخبروه عن مكان تخزين النمل لقوتهم فهاجم الغراب النمل المسالم، اغتصب قوتهم و أقتسمه مع حلفائه الفهالوة. لم يكن في وسع النمل المقاومة المجدية، القليلون الذين حاولوا الدفاع عن قوتهم قتلهم الغراب، الباقي عانى معاناة شديدة من قلة الطعام و من ظلم و غدر إخوانهم.
ما زال الفهالوة متحالفين مع الغراب و ما زال النمل يعمل بدأب و صبر و تفان و ما زال يعاني.
@ @ @ @ @
ســـكندريات قديـــمة
1ـ جندي المرور الراقص
دائما أتذكره عندما أمر بشارع أبي قير أمام كلية هندسة الإسكندرية، رغم مرور ما يزيد عن أربعة عقود ما زلت أتخيله بقامته المعتدلة و لونه القمحي و شاربه الوسيم و ملامح وجهه المصرية الأصيلة و ملابسه الرسمية النظيفة الأنيقة، على ما أتذكر كانت هناك منصة بارتفاع قدمين تقريبا يقف عليها أثناء توجيهه للمرور عند هذا التقاطع، لم يكن مظهره فقط هو المميز و لكن طريقته في توجيه المرور كانت أكثر تمييزا حيث يبدو كراقص إيقاع أو كمايسترو يقود فرقة موسيقية، يشاور لصف العربات أن يسرع في انطلاقه بحركات متناسقة مستمرة من ذراعيه أحدهما يحث العربات على الإسراع بينما الذراع الآخر يشير إلى امتداد الشارع كما لو كان يهدي السائقين للاتجاه السليم، ثم يغير الحركة و بإصبعيه السبابتين أمام صدره يحركهما معا في اتجاه سريان المرور، عندما يود أن يغير اتجاه المرور ينفخ في صفارته و يرفع أحد كفيه أمام صدره بينما يده الأخرى يرفعها عالية في الهواء كي يأمر صف العربات بالوقوف، يفعل ذلك بطريقة حاسمة متناغمة استعراضية ، ثم يستدير كما لو كان يؤدي حركة "لليمين دُر" و يكرر نفس الحركات للعربات في الاتجاه المتعامد، لا يتعب و لا يهمد، حركاته الرياضية الراقصة مستمرة طوال يوم خدمته كما لو كانت هناك موسيقى داخلية لا يسمعها إلا هو تضبط إيقاع حركاته ، يبدو عليه دائما أنه يستمتع بما يفعل كما يبدو على السائقين و المشاة أيضا أنهم يستمتعون بالنظر إليه.
فكرت وقتها لماذا يوجه المرور بطريقته المميزة الجذابة هذه؟ و لماذا هو بالذات؟ وصلت لنتيجة وقتها أنه ببساطة يحب ما يفعل و يستمتع بحركاته الإيقاعية هذه و بإعجاب الناس بها و به.
أتأمل جنود المرور هذه الأيام، أغلبهم صغار في السن و يبدو أنهم عينوا في هذه الوظيفة بعد انتهاء فترة تجنيدهم، كما يبدو أن أغلبهم من الأرياف، ملابسهم الرسمية كبيرة عليهم و يظهر عليهم البؤس و المعاناة و قلة التدريب، أشعر نحوهم بعطف شديد، و لا يملكني إلا تـَـذَكُر جندي المرور الراقص الذي كان يوجه المرور بمزاج في شارع أبي قير أيام زمان.
@ @ @ @ @
@ @ @ @
2ـ المطرب
يخيل إلي أن ترماي الرمل هي انعكاس لأحوال مدينة الإسكندرية و المجتمع السكندري، في الخمسينات كانت نظيفة و أنيقة، عربتان إحداهما بدورين، بعض العربات كانت لهن شرفة في مقدمة الدور العلوي حيث الجلوس فيها كان يمثل متعة حقيقية يشاهد الراكب شوارع منطقة الرمل النظيفة و يتطلع إلى ركاب الترام الآخرين و المشاة و الذين هم دائما مهندمين و حسني المظهر، نادرا ما كانت عربات الترام تزدحم، الركاب كانوا خليطا من الأجانب و المصريين المرتاحين ماديا و المقيمين في ضاحية الرمل.
في الستينات و السبعينات اختفت عربة الترام العلوية، بذلك اختفت أحد ملامح الإسكندرية المميزة، قـَـلـَـتْ كثيرا نسبة الأجانب بين الركاب، كثر طلبة المدارس الثانوية و طلبة الجامعة حيث أن هناك العديد من المدارس و الكليات تقع قريبا من خط الترام، و لم تعد العربات نظيفة و أنيقة كما كانت من قبل.
ابتداء من الثمانينات تغير لون بعض العربات من الأزرق إلى اللون الأصفر، تدهورت حالة العربات ازداد الزحام و بطأت سرعة الترام و أصبح هناك عربة خاصة قاصرة على النساء.
@ @ @ @ @
في أوائل السبعينات كان لي صديق يعيش في حي سيدي جابر، كنت أزوره على الأقل مرة في الأسبوع و تمتد سهرتنا إلى قـُـرْب منتصف الليل حيث كان على أن أستقل آخر ترام يغادر محطة سيدي جابر متوجها إلى البلد، في أغلب الأوقات عندما أستقل هذه الترام كنت أقابله، لا أعرف اسمه و لكنه مُحـَـصِل الترام أو "الكمساري"، نحيل يميل للقصر شاحب اللون وجهه نحيل مثل جسمه شعره غزير و غير ممشط و بذلته الصفراء تبدو واسعة عليه، ملامح وجهه تنطق بالغـُـلـْـب و الشجن، الترام في ذلك الوقت المتأخر تكون شبه خالية، يأخذ صاحبنا مقعدا منفردا و يبدأ في الغناء، دائما أغاني فريد الأطرش التي تقطر شجنا و حزنا، لم يكن صوته جميلا و لكنه ملئ بالأحاسيس، ملامح وجهه تعكس معاني الكلمات، التعبيرات الوَلِـهة على الوجه البائس مع كلمات و لحن الأغنية يكونون "أسانس" للحزن و الشجن لا مثيل له.
بالتأكيد هناك قصة حب فاشلة في حياته تجعله ينسى الركاب و تحصيل أجرة الركوب و ينغمس في الغناء بكل جوارحه، الركاب المعدودون بالعربة كانوا دائما منسجمين معه و من وقت لآخر يصدرون عبارات التشجيع و الإعجاب و التي لا أدرى أكانت حقيقية أم المقصود بها التهريج، كنت دائما أتطلع للركوب معه كي أحصل على جرعة مركزة من الشجن، تعودت عند وصول الترام لمحطة الرمل أن أتوجه إليه، أعطيه أجرة الركوب فيعطيني التذكرة دون أن يتوقف عن الغناء، قبل أن أغادر العربة أبتسم له مشجعا و أقول له "الله ينـَـوَر".
@ @ @ @ @
@ @ @ @
3ـ الشقي
تتضارب الأقوال حول شخصية ســـليم الأحمدي هل هو مغامر أم نصاب أم فتوة في عصر انتهت فيه الفتونة؟ يحكى أنه أيام شبابه في أربعينات القرن الماضي اعتاد أن يقود موتوسيكله بمنتهى السرعة و بطريقة استعراضية فوق سور الميناء الشرقي بدون مبالاة لخطورة ما يفعل حيث لا يتجاوز عرض السور الثلاثة أقدام، يحكى أيضا أنه امتلك وكالة لبيع العربات الأمريكية بالإسكندرية و كنوع من الدعاية لوكالته عندما علم أن الملك فاروق سيسافر من القاهرة للإسكندرية في قطاره الملكي أنه أحضر إحدى العربات من وكالته و عليها اسم الوكالة ثم ثبت علي كل جانب منها صورة كبيرة للملك و قاد العربة على الطريق الزراعي بنفس سرعة القطار مطلقا بوق سيارته كلما اقترب الطريق من خط السكة الحديد كي يجذب أنظار الملك، لا أعلم إذا كان راكب القطار قد لاحظه أم لا و لكن فعلته هذه و حديث إحدى الصحف عنها زودته بالدعاية التي أرادها.
@ @ @ @ @
لا أحد يدري بالضبط مصدر رزقه، بالتأكيد كان ثريا فقد امتلك عن والده ڤيلا فخمة كأنها قصر صغير على أطراف حي محرم بك، و كان يسوق عربة أمريكية كبيرة و غالية تضفي عليه مظاهر العظمة، يحب أن يصف نفسه بأنه رجل أعمال و هي كلمة فضفاضة بالذات إذا كان لا أحد يعرف طبيعة هذه الأعمال، المعروف عنه أنه كان يستعين بمجموعة من البلطجية لتأديب من يحتاج للأدب و للمساعدة في تخليص أعماله ، يخيل لي أن أعماله هذه كانت تقع على الحدود الفاصلة بين ما هو قانوني و ما هو غير قانوني، من الحكايات التي تحكى عنه ما فعله مع حسين اللوزي أحد كبار التجار في الإسكندرية و الذي كانت تربطه به علاقة عمل من نوع ما، ذهب سليم إلى دكان حسين يطلب منه مائتي جنيه لزوم صفقة عاجلة على أن يردهم له بعد أسبوع، تردد حسين بعض الشيء و لكنه أمام إصرار سليم أعطاه المبلغ، و بالفعل بعد أسبوع حصل حسين على مبلغه و فوقه ربح مجزي، تكرر الموضوع مرة أخرى بعد فترة وجيزة ، هذه المرة كان المبلغ ألف جنيه و أعيد أيضا مع ربح مجزي، في المرة الثالثة كان المبلغ عشرة آلاف جنيه و لم يرد، بعدها اعتاد الناس رؤية حسين اللوزي جالسا أمام دكانه و قد أصابه الشلل في أحد ذراعيه و في جزء من وجهه مما أثر على مقدرته على الكلام. كان منظر الرجل يثير الشفقة و يشهد في نفس الوقت على إجرام و جبروت سليم الأحمدي.
كان سليم متزوجا من حسناء يهودية، التناقض بين شكلهما كان صارخا يثير السخرية و إن كان لا أحد يجرؤ على السخرية منه علنا خوفا من بطشه، فهي شقراء جميلة الملامح جسدها متناسق و رائع رغم أنه يميل للصغر، أما هو فسمرته داكنة متوسط الطول ممتلئ للغاية شعره تحول للبياض قبل الأوان و ملامح وجهه بلغده الضخم و أنفه الأفطس تشبه كلب البولدوج، أنجب سليم بنتين أحدهما شبه أمها و الأخرى لسؤ حظها تشبهه هو.
الظاهر أن سليم قد دخل في مشاكل كبيرة مع شخص واصل، ففي إحد الأيام اقتحمت الشرطة سكنه و فتشته ثم اقتادت سليم للقسم، أتهم بعدها في قضية مخدرات لا أحد يدري إذا كانت قد لفقت له أم لها نصيبا من الصحة، حكم عليه بالسجن لمدة طويلة، بعد فترة و كما هي العادة نسى الناس سليم الأحمدي، زوجته أخذت البنتين و هاجرت، لا أدري إذا كان هو نفسه قد مات في السجن أم خرج بعد نهاية المدة ليتلقاه الفقر و العدم.
كلما مررت بڤيلا الأحمدي و التي فقدت فخامتها و رونقها بعد أن تحولت إلى مدرسة ابتدائية أتذكر قاطنها السابق سليم الأحمدي و رغم أنه كان شقيا عاش حياة عاصفة و مضطربة إلا أنه بالمقارنة بأشقياء اليوم و جرائمهم في حق البلد يبدو في منتهى الغـُـلـْـب.
@ @ @ @ @
@ @ @ @