اخبار العرب 24 - كندا : قالت مصادر طبية في قطاع غزة إن فلسطينيا قتل بنيران إسرائيلية على حدود غزة يوم الخميس فيما توفي آخر متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في مواجهات اندلعت قبل أسبوع على الحدود بين القطاع وإسرائيل إلى 19 قتيلا.وقال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته استهدفت مسلحا قرب السياج الأمني الممتد بطول الحدود مع قطاع غزة. وبدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي احتجاجا يستمر ستة أسابيع وأقاموا خياما على امتداد السياج الأمني لحدود القطاع الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني.ويطالب المحتجون بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
وربما يزيد ارتفاع عدد القتلى من القلق الدولي إزاء أحداث العنف التي قالت منظمات حقوق الإنسان إنها شهدت إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين عزل لم يشكلوا تهديدا مباشرا لحياة أي شخص. وتقول إسرائيل إنها تقوم بكل ما يلزم للذود عن حدودها وضمان عدم اختراقها.
وقتل 16 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية في أول أيام الاحتجاج بحسب مسؤولي صحة فلسطينيين كما قتل فلسطيني آخر يوم الثلاثاء.وقال مسؤولو الصحة إن رجلا يدعى شادي حمدان الكاشف ( 34 عاما) من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو من سكان رفح، أصيب بالرصاص قبل عدة أيام قرب إحدى الخيام، لقى حتفه يوم الخميس. وقال الجيش إن قواته لم تستخدم الرصاص الحي سوى ضد أشخاص حاولوا تخريب السياج الحدودي أو دفعوا بإطارات مشتعلة نحو الجنود ورشقوهم بالحجارة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل التي وقعت يوم الجمعة كما ناشد الأطراف المعنية الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى أو إلحاق الأذى بالمدنيين.وقال تاي-بروك زيرهون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تعليقا على العنف إنه يجب عدم اللجوء إلى القوة المميتة إلا كملاذ أخير.
ووصف أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي معظم القتلى بأنهم ”إرهابيون... نشطاء في الجناح المسلح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي“. وتؤيد الجماعتان تدمير إسرائيل بينما تعتبرهما إسرائيل والغرب منظمات إرهابية.وعلى مدى أسبوع عاد كثير من المتظاهرين الذين شاركوا في بداية الاحتجاج إلى منازلهم وأعمالهم لكن منظمي الاحتجاج يتوقعون زيادة عدد المشاركين في الاحتجاج يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت حماس يوم الخميس أنها ”ساندت عائلة كل شهيد بمبلغ 3000 دولار أمريكي وكل مصاب بجروح بليغة بمبلغ 500 دولار وكل مصاب بجروح متوسطة بمبلغ 200 دولار، وذلك اعتمادا على تصنيف وزارة الصحة للجرحى“.وقال قادة في إسرائيل إن المبالغ التي تدفعها السلطات الفلسطينية لعائلات القتلى أو السجناء لدى إسرائيل تشجع على شن هجمات ضد الإسرائيليين.ولدى زيارته للحدود هذا الأسبوع حذر ليبرمان المحتجين ”من مواصلة الاستفزاز“ وقال إن ”كل شخص يقترب من السياج يعرض حياته للخطر“.ويستعد محتجون بجمع إطارات ويقولون إنهم سيحرقون يوم الجمعة آلافا منها عند الحدود كما سيستخدمون مرايا وأضواء ليزر لتشتيت انتباه القناصة الإسرائيليين على الحدود.وقال جلعاد إردان وزير الأمن العام الإسرائيلي لإذاعة الجيش ”مستعدون لأي سيناريو بما في ذلك محاولة تشتيت انتباه القناصة“.
ومن المقرر انتهاء الاحتجاج في منتصف مايو أيار الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة حين فر مئات الآلاف من منازلهم أو أجبروا على الرحيل في أعمال عنف بلغت أوجها في حرب مايو أيار عام 1948 بين دولة إسرائيل، حديثة العهد حينئذ، وجيرانها العرب.
وترفض إسرائيل منذ أمد بعيد حق العودة خشية تدفق العرب بأعداد تقضي على الغالبية العددية لليهود.وتجمدت محادثات السلام منذ عام 2014. والفلسطينيون غاضبون من قرار الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر كانون الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وسيطرت إسرائيل في حرب عام 1967 على القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.
وفي سياق متصل أفرجت إسرائيل يوم امس الأربعاء عن مجموعة صغيرة من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا ينتظرون ترحيلهم بعد انهيار اتفاق دولي كان سيفضي إلى نقلهم إلى رواندا. ولا يزال نحو 200 مهاجر آخرين محتجزين في مركز صحارونيم في جنوب إسرائيل بانتظار ترحيلهم إلى أوغندا لكن ذلك يعتمد على ما إذا كان المبعوث الإسرائيلي الذي زار هذا البلد يوم الأربعاء تمكن من التوصل لاتفاق لاستقبالهم هناك.وفي حال لم يتم التوصل لاتفاق سيتم الإفراج عنهم أيضا يوم الخميس على الأرجح. ومصير المهاجرين المفرج عنهم غير واضح لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إنه يسعى إلى التوصل إلى اتفاق جديد لإعادة التوطين دون أن يقدم تفاصيل.وقال نتنياهو يوم الثلاثاء إنه ألغى اتفاقا مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بشأن إعادة توطين آلاف المهاجرين الأفارقة، مذعنا لضغط التيار اليميني عليه لإلغاء الاتفاق.
واستغل منتقدون تراجع نتنياهو عن الاتفاق، الذي كان سيمنح آلاف المهاجرين الآخرين الحق في البقاء في إسرائيل، قائلين إن ذلك علامة على ضعف سياسي.وتسببت سلسلة من التصريحات خلال الأيام القليلة الماضية في مزيد من التعقيد لمستقبل نحو 37 ألف مهاجر أفريقي، معظمهم من إريتريا والسودان، في إسرائيل.وكان نتنياهو أعلن يوم الاثنين اتفاقا مع مفوضية اللاجئين لنقل نحو 16250 مهاجرا إلى دول غربية.لكن حقيقة أن آلافا آخرين سيسمح لهم بالبقاء أثارت غضب الساسة اليمينيين وأحدثت حالة من السخط على وسائل التواصل الاجتماعي بين قاعدة نتنياهو من القوميين الذين يريدون طرد المهاجرين. ثم نشر رسالة في صفحته على فيسبوك قائلا إنه قرر تعليق الاتفاق لحين إجراء مراجعة أخرى قبل أن يعلن يوم الأربعاء إلغاء الاتفاق.
واستقل 58 مهاجرا أفرج عنهم من صحارونيم في جنوب إسرائيل حافلات إلى تل أبيب. وقد أطلق سراحهم لأن الحكومة لا تستطيع تقديم تأكيدات للمحكمة العليا بأنها وجدت ملاذا آمنا لهم في الخارج.وقال موسيا بارا من إريتريا للقناة الأولى الإسرائيلية ”جرى احتجازي لمدة ستة أشهر وفي وقت الغداء اليوم جاءت الشرطة وأبلغتني إنه قد تم الإفراج عني. ولا أعرف إلى أين سأذهب“.ونظم مئات من المهاجرين مظاهرة في وسط القدس في وقت متأخر يوم الأربعاء يطالبون بالسماح لهم بالبقاء ووقف إجراءات الترحيل الإجبارية.